أئمة وشعراء غنائيون
تم النشر7 years ago
لم يحظ شعراء الأغانى طوال تاريخ الغناء العربي، وقبل القرن العشرين المنصرم، بكتاب يترجم لهم ويوثق إنتاجهم الغنائي، سوى كتاب «الأغانى» لأبى الفرج الأصفهانى (المتوفى عام 967م)، حيث انصرفت جهود من أرخوا للغناء طوال القرون الماضية، إلى الترجمة لنجوم الغناء من المطربين والمطربات، والكتاب الحالى الذى صدر مؤخراً عن دار الهلال، لعله يكون الثانى بعد كتاب «شعراء أم كلثوم» لحنفى المحلاوي، فى باب الترجمة لشعراء الأغانى فى العصر الحديث.
وفى كتابه الجديد الذى صدر مؤخراً بعنوان «أئمة وشعراء غنائيون»، يترجم د. نبيل حنفى محمود لعشرة من الشعراء من الأئمة، ممن تلقوا تعليماً دينياً، وعمل البعض منهم بوظائف دينية، وذاعت شهرتهم كشعراء، وتحول البعض من شعرهم إلى غناء، والشعراء العشرة بترتيب الحديث عنهم فى الكتاب، وفق تواريخ رحيلهم، الأئمة هم: الشافعي، وابن الفارض، والشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي، والأئمة الصرصري، والبوصيري، والزملكاني، والشهاب، والبرعي، والشبراوي، والعروسيّ، وبالرغم من أن البعض من أولئك الشعراء ينتمون إلى أقطار عربية سوى مصر، إلا أن الإذاعة المصرية أنتجت أغنيات من أشعارهم جميعاً، فيما عدا الإمام العروسيّ، الذى ضاع معظم شعره ولم يجمع فى ديوان. ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لتوثيق الغناء المصرى وحفظ آثاره، التى كادت تضيع وتتبدد بعد أن عدت عليها عاديات الانتحال والإهمال، ومن المهم أن يذكر هنا اعتناء المؤلف بتوثيق جميع ما ورد بالكتاب من وقائع وتواريخ، بإثبات مصادرها بين قوسين، وتضمنت فصول هذا الكتاب سير عشرة من مشاهير الأئمة، تكشف للقارئ الآفاق الرحبة لما أبدعه أولئك الأئمة من شعر جزل رددته الألسن والحناجر، ومازال البعض منه يتردد فى الأسماع حتى عصرنا الحالى.