ريادة «البحرين في تكريم أمير الشعراء أحمد شوقي»
تم النشر7 years ago
ونخلة البحرين بلحها فيه العجب
معناها «لولي» كلامك منظوم أسلاك من ذهب
قاعدتها من كهرمان أصفر ومغروسة فيه
هدية دلت على الذوق من معدنه ومن ذويه
«ابو الوفا محمود رمزي نظيم»
هذا ما أنشده الشاعر الزجلي أبو الوفاء رحمه الله في وصف هدية البحرين التكريمية التي أهداها النادي الأدبي بمدينة المحرق العريقة باسم البحرين لأمير الشعراء أحمد شوقي عام 1927م تكريما له في مناسبة تتويجه أميرا للشعراء، حيث كانت الهدية التي ترمز إلى تاريخ وحضارة البحرين عبارة عن مجسم لنخلة من الذهب الخالص واللؤلؤ البحريني الأصيل الشهير.
وقد جاءت مشاركة البحرين التاريخية الرائدة في هذه الاحتفالات دلالة على تقدير البحرين للشعر والادب والفنون وتأكيدا لانتمائهم العربي، حيث لقيت تلك المبادرة صداها الواسع لدى كبار الادباء والشعراء العرب الذين خلدوها بأشعارهم ونثرهم، معبرين عن تقديرهم للمشاركة البحرينية الفاعلة، وإعجابهم بالهدية النفيسة والفريدة من نوعها والتي رمزت إلى تاريخ وحضارة البحرين.
هذا الحدث البالغ الاهمية، الذي يجهله كثير من الجيل الحاضر والذي مضى عليه حوالي قرن من الزمان، استحضره وأحياه الاستاذ الباحث صقر بن عبدالله المعاودة, عبر توثيقه في كتابه الموسوم (البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي) والذي صدر قبل أشهر معدودة.
طاف بنا الكاتب في لمحة تاريخية عن بواكير الثقافة والادب في البحرين مشيرًا إلى أول منارة ثقافية في البحرين ممثلة في النادي الادبي بمدينة المحرق. كما حرص على تبيان اهتمام البحرين قيادة وشعبا في تكريم رواد ورموز الادب والثقافة العربية.
وفي الفصل الثاني تناول سيرة أمير الشعراء أحمد شوقي وآثاره الادبية منذ انطلاقته شاعرًا إلى تتوجيه أميرا للشعر. حيث نشرت له أول قصيدة في 7 أبريل 1888م في جريدة الوقائع المصرية عندما كان طالبًا في رثاء اخ للخديوي توفيق جاء في مطلعها:
وكم قاد جيشًا ليس يحصى عديده - فطاف به داعي الحمام وقاده
وانتقل أحمد شوقي إلى الرفيق الأعلى فجر 14 أكتوبر 1932م موصيا بأن يكتب على قبره رحمه الله:
يا أحمد الخَيرِ لـي جاهٌ بِتَســـمِيَتـي - وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمــي
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لي أَمَـلٌ - في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ