الشاعر العراقي عبدالكريم كاصد لا أريد أن أعرّف الشّعر... أريده أن يعرّفني

تم النشر7 years ago

يكتب الشاعر العراقي عبدالكريم كاصد قصيدته ويمضي الى ذاته. كأنه يريد الوصول الى أيامه العابرة والمقبلة . وكلما أوغل في البحث، وجد نفسه في «دوامة مصادفات»، فيكرر المحاولة، وتبقى قصيدته هي المدخل والمخرج، والمسافة المفتوحة .

و عن اعمالة قال:

لا أريدُ أنْ أعرّفَ الشعر.
أريدهُ أنْ يعرّفني
غير أن الشعر الذي اتخذته تعريفاً لي هو ذاته ليس سوى متاهة أخرى، ليس للقارئ وحده، وإنما للشاعر أيضاً، فهو بقدر ما يكشف أشياء يطمس أشياء أخرى، لأنه ليس صورة الشاعر بأناه وحسب، وإنما بأعماقه السحيقة، ولا شعوره الجمعيّ أيضاً. وقد تبدو طلاسم الشعر إضاءات وإضاءاته طلاسم، ما دامت هناك قراءات شتى ليست قراءة الشاعر إلا واحدة منها.

منذ صغري وأنا أكتب الشعر، حتى أنني لم أعد أتذكر المرحلة التي لم أكن فيها شاعراً. وحين تكون شاعراً منذ زمن بعيد يمتدّ إلى طفولة غابرة، لا يعود السؤال مجدياً أو إجابته مجدية في رضاك، أو عدم رضاك عن نفسك الشاعرالمبتلاة هو بك أنت فأنا كالطائر جميل أن أبدو كذلك، لا سيما أن شعري يكاد يكون مغروساً في الزمان والمكان، وهذه من مفارقات الشعروفي الحقيقة، حين يمتدّ المكان فيصبح أمكنة والزمان أزمنة، فإنّ الإنسان، وخصوصاً المنفيّ، يبدو وكأنه خارجهما، أو يحوم كالطائر حولهما وإن كان تحليق الطائر المنفيّ أشدّ عرضةً للهلاك وسط كلّ هذه البنادق.


تعليقات